ÑÄíÇ ááãÚáæãíÇÊ

محمد هجرس

دماغ المرأة متميزة جدا، بحيث أنها تستطيع الجمع بين خاصيتي الكلام والاستماع في نفس الوقت، فبالتالي لديها باع طويل في الثرثرة لساعات دون كلل أو ملل.

حياة أي امرأة دون "الثرثرة" والنميمة لا تستقيم أبدا

يقولون إن النساء كثيرات الكلام جدا.. وأن حياة أي امرأة دون “الثرثرة” والنميمة لا تستقيم أبدا.

وإذا كانت هذه المقولة مبالغا فيها بشكل ما، باعتبار أن الثرثرة أيضا عادة عند بعض الرجال ولا تقتصر على النساء فقط، إلا أن الحقائق الاجتماعية، وليس العلمية فقط، التي تكيل مثل هذا الاتهام تؤكد أن المرأة المحرومة من كثرة الكلام، تتحول إلى كائن مزعج للغاية يمكن أن يرتكب أفظع الجرائم أو يصاب بأمراض نفسية وعصبية.

صحيح أن دراسة أجراها خبراء مركز البحوث الاجتماعية البريطاني بأكسفورد، أظهرت أن الكلام المحدود، وليس المفتوح بإطلاقه دون حدود مفيد لأنه يطيل العمر، ولهذا كانت النسوة أطول عمرا من الرجال،  وأيضا يغذي الروح ويساعد على التقارب والتواصل مع الآخرين، لكن الواقع يكشف أنه في مجتمعاتنا العربية، بات هواية ونشاطا اجتماعيا يمارسه الجميع دون استثناء، بما يفوق قيمة العمل والإنتاج وإن كانت النساء بالطبع أكثر براعة ونشاطا.

السؤال: لماذا المرأة الثرثارة بهذا الشكل الذي نجحت في تصويره الممثلة الراحلة ملك الجمل، في دور “خالتي بمبة” في فقرتها الشهيرة ببرنامج “إلى ربات البيوت” عبر الإذاعة المصرية، قبل عقود؟

الإجابة المثيرة تشير إلى حقيقة أن دماغ المرأة متميزة جدا، بحيث أنها تستطيع الجمع بين خاصيتي الكلام والاستماع في نفس الوقت، فبالتالي لديها باع طويل في الثرثرة لساعات دون كلل أو ملل، وهذه موهبة كبرى لا يجاريها فيها أعتى الرجال، وربما كان ذلك لما أرجعه بعض العلماء إلى أن للمرأة من الاتصالات العصبية الخاصة بالكلام ما يزيد عن الرجل بقرابة 30 بالمئة، إذ تبلغ نسبة تتابع الإشارات الكهربية بدماغها 90 بالمئة، بينما لا تتجاوز 60 بالمئة عند الرجل.. لذا لن تفاجأ عند أي نقاش مع امرأة كزوجتك مثلا، أنها تقلبها لـ”خناقة” تعيد كفيها للعصور الغابرة وبشكل لا يجعلك تغامر بمحاولة وقف تدفقه أو صدّه بأقل التسريبات.. كي لا تجلد ذاكرتك وتعايرك بأدق خبايا التفاصيل والحوارات مع أبيك وأمك وأهلك وجيرانك حتى الجد السابع عشر.. ثم تقسم بالله أنها قليلة الكلام.

قد يقول البعض إن الكلام الكثير وسيلة لتفريغ الطاقة السلبية أو المكبوتة تحتاج بالمقابل إلى من يحسن الاستفادة منها، لذا سألت صديقا عن كيفية تعايشه مع زوجته “الثرثارة”.. ضحك وقال: تعودت على ذلك.. أسمعها جيدا وأنا في عالم آخر دون أن أنطق، لأن الليلة التي لا تثرثر فيها لا أستطيع النوم العميق أبدا.

  

..