ÑÄíÇ ááãÚáæãíÇÊ

دير الأنبا مقار أحد أهم الأديرة القبطية وأكثرها ثراء وتمتعا باستقلالية نسبية عن الكنيسة القبطية منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي.

وشهد المقر انضمام الأب متى المسكين أحد أهم رموز الآباء الكهنة في مصر والذي كانت له مواقف معارضة للكنيسة ومؤيدة للرئيس أنور السادات في خلافه مع البابا شنودة وفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى الكثير من رموز المعارضة ومنهم رجال دين أقباط، إذ وصف الإجراءات التي اتخذها السادات في 5 سبتمبر عام 1981 بأنها أنقذت مصر.

ومنذ لك الوقت يتمتع دير الأنبا مقار بمكانة خاصة أورثته بعض الاستقلال عن الكنيسة القبطية الأم، ولم يذكر التاريخ وجود زيارات من البابا الراحل شنودة الثالث  للدير طيلة 40 عاما أو تزيد حتى توفي قبل 6 أعوام.

منذ عدة أشهر وتحديدا في 29 يوليو الماضي، استيقظ رهبان الدير على جريمة مروعة بعد العثور على الأنبا أبيفانوس رئيس أساقفة الدير مقتولا وسط بركة من الدماء.

وقد أثار هذا الإعلان لغطا وجدلا واسع النطاق بعد تبني بعض التيارات داخل الكنيسة لنظرية مفادها أن جريمة القتل "عمل إرهابي" وأنها الجريمة الأولى التي تتم داخل دير محصن أمنيا تماما ومراقب بالكاميرات وفرضية دخول شخص من الخارج إليه تكاد تكون مستحيلة الحدوث.

لكن الجهات الأمنية المصرية، وعقب تحقيق موسع استغرق وقتا ليس بالقصير، استطاعت أن تصل لخيوط الجريمة كاملة حيث اقترفها راهبان من الداخل كانا على خلاف مالي مع رئيس الدير، وهما أشعياء المقاري وفلتاؤس المقاري اللذين خططا لجريمتهما بعناية وتم قتل رئيس أساقفة الدير من خلال ضربه بآلة حادة هشمت رأسه، وتم إغلاق الدير واستلمته الأجهزة الأمنية لفترة امتدت لأسابيع قبل أن تعلن نتائج التحقيق كاملة.

وحاول الراهب الثاني فلتاؤس المقاري الانتحار بقطع شرايين يده، لكن تم انقاذه، حيث تم تسليم الراهبين المتورطين في الجريمة للأجهزة الأمنية بعد تجريدهما من الرهبنة، لتقوم النيابة العامة بحبسهما وليصدر بيانا من الكنيسة ليؤكد وقتها صحة ما توصلت إليه الأجهزة الأمنية وليراها البابا تواضروس فرصة ذهبية لاستعادة السيطرة على الدير بعد 40 عاما ويتم وضع ضوابط صارمة للرهبنة ويحكم اليوم بإحالة أوراق الراهبين المتهمين إلى المفتي وليسدل الستار على أول جريمة متكاملة الأركان تقع داخل أروقة دير كنسي هو دير الأنبا مقار.

  

..