أ.د. يعرب قحطان الدُّوري
نُشر مؤخرا خبر علمي يرصد الكون ويتضمن تريليوني مجرة، أي عشرة أضعاف الرقم المقدر سابقاً الذي يبلغ مئتي مليار مجرة. للأمر معانٍ ذات فائدة. بدايةً قُدمت مفاهيم خاطئة لعدم الغور في أسبار الفضاء. فعندما يحاضر المختصون عن الكون يعني ذلك الجزء من الكون الذي نراه بالعين المجرة، بالضوء الواصل إلينا منذ لحظة الانفجار العظيم حيث نسمي حد هذا الضوء بالأفق الكوني. لكننا نجهل ماذا خلفه ، بل واثقون أن الكون يتمدد أكثر وأكثر لحقائق علمية وعقائدية. تذكر الحقائق الثابتة أن تمدد الكون سيصبح أكبر، بل سيتقلص بمرور الزمن لكون سرعة تمدد المجرات أكبر سرعة الضوء.
ويبقى السؤال مطروحا ... من أين أتت المجرات الإضافية التي لم نعدها؟ فالدراسات الجديدة أشارت إلى أنها لم تكن في الكون المبكر مجرات كما نتصورها اليوم. فتصور المجرة يعني دوامات من الأنظمة الشمسية والغازات الكونية بما يشبه مجرتنا درب التبانة، أو مجرة أندروميدا المجاورة. لكن المجرات قد تكون صغيرة جدا بالمقياس الكوني. لنتصور التوابع الصغيرة التي تدور حول مجرتنا، بعض تلك المجرات يحوي عشرات الملايين من النجوم ، وتبدو أشبه بتكتل. وفي بداية تشكل الكون كان يوجد الكثير من المجرات الأصغر التي لم تكن قد تصادمت لتشكل الغيوم النجمية الهائلة التي نراها اليوم. وهكذا فالكون لا يحوي على كمية أكبر من المادة، بل وجدنا أن توزيعها مختلف عما نتصور. لذلك لم تكن حساباتنا خاطئة بل امكانياتنا التكنولوجية وصلت ذروتها في تلسكوب هابل الأفضل لرؤية المجرات. ونحتاج لزمن أطول للحصول على صور أعمق للكون. لكن فيما يبدو ذللت تلك الصعاب كما خططت له ناسا لإطلاق التلسكوب الفضائي جيمس ويب، البديل لهابل ويفوقه قوة بكثير، والذي سيمكننا من سبر أعماق الكون ، ورؤية أكثر المجرات خفوتاً، بل اختلاس النظر إلى بعض الكواكب من خارج النظام الشمسي. ولذا سنرى أفاقاً أوسع من الكون الفسيح
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع