شهلاء العمري
كان هناك عائلة مكونة من الاب والام و5 اولاد و3 بنات . سعداء في بيتهم التراثي الموصلي البسيط ويتمتعون بالسمعة الطيبة والاخلاق العالية . يجمعهم والدهم في كل عطلة نهاية الاسبوع ويسأل كل واحد منهم كيف قضيت الايام السبعة ... يبدأ بالحديث الابن الاكبر ثم ينتهي الى الاصغر والكل يتكلم بصراحة . لانهم كانوا يتحدثون كالأصدقاء . ثم بعد ذلك يتكلم مع البنات ويسأل عن احوالهم ودراستهم وماهي احتياجاتهم وكل شيء يطلبوه يأتيهم في نفس اليوم . اما الام فقد كانت طلباتها بسيطة الا وهي ان يطيل الله في عمر العائلة والستر .
وذات يوم دخلت الى المدينة غيمه سوداء اغرقتها بالحزن والدمار الا وهي داعش ومع ذلك كانوا متمسكين ببعضهم وعندما بدأت الاوضاع تسوء فكروا بالخروج لكن بعد فوات الاوان فقد اغلقت الحدود . عانوا كثيرا بسبب نفاذ المؤن واخذوا يأكلون وجبة واحدة في اليوم وتحملوا الجوع والحرمان على امل الخلاص . كانت الام تخبرهم بانها ستصبح ذكريات نأخذ منها العبر والدروس لإصلاح النفوس . وعندما بدأ تحرير المدينة غمرتهم السعادة واخذوا يجهزوا مكانا امنا في البيت ليختبئوا فيه من القصف ... دخلت الام الى القبو كي تجهز الطعام ونادت البنت الكبرى لكن القدر اراد شيئا اخر فجاءت الوسطى التي اتت اليها مسرعة فأجابتها : مابك امي هل انت بحاجة الى مساعدة ؟ قالت نعم اجلسي معي حتى تساعديني وفي هذه الاثناء سقط احد الصواريخ واخذ معه ارواح الاخوة والبنتان والاب .
كان هذا الحدث اكبر صدمه ممكن ان يستوعبها العقل البشري وبعد يوم كامل تحت الانقاض استيقظت البنت من الغيبوبة التي افقدتها الوعي من شدة الصوت ورأت امها ملقاة على الارض وذهبت مسرعة لتراها وكانت هي ايضا بخير ثم خرجت لترى باقي العائلة ولكن للأسف فوجئت بأشلاء اخوتها واباها ملقات هنا وهناك فانهارت وبدأت بالصراخ والعويل . وعندما كانت تبكي سمعها احد افراد الجيش . فقال هل من احد هنا ؟ فأجابته : نعم انا وامي احياء .
وسرعان ما اخرجوهم ونقلوهم الى المستشفى التي كانت الاوضاع فيها اسوء بكثير واصبحت البنت والام بلا مأوى ولا رجل يحميهم . خرجوا الى الشارع والدموع تسبق الخطى من الحزن والانكسار . اخذهم رجل الى داره مع عائلته حتى امن لهم المسكن ومستلزمات البيت . ومازالوا يعانوا من الفقر وذات يوم طرق الباب احدهم ولما سالته من انت ؟ قال : انا سمسار البيوت . هل انتم اصحاب البيت المهدم في منطقة اليهود ؟ ( هذا الاسم يطلق على المنطقة لانهم كانوا يسكنوها سابقا ) فأجابته نعم هو بيتنا ... قال لهم : ان كان لكم رغبة في بيعه فانا اشتريه باي سعر ترغبون ... عجبت من هذا العرض المغري ولما سالت الناس تبين ان هذا الشخص لديه علاقة بشركة يهودية ويحاول استرجاع املاكهم كما يزعمون .
ادركت بعدها ان دخول داعش ودمار المدينة وقتل اهلها وضياع الملايين من العوائل الابرياء هو مُخطط مُتفق عليه بين الامريكان والصهاينة ونفذه جنودهم الصفويين بنجاح كبير وفي ظل ما تسمى بالحكومة ...
رفضت البنت هذا العرض رغم انهم بأمس الحاجة الى المال .
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع