علي العوادي
كثيرا ما نحمل مخلوقات الله الأخرى التي لا تملك ما نملك من مقومات السلوك الإنساني السليم في الحياة كالعقل واللغة والمشاعر الإنسانية ما لا ذنب لها فيه ، لا لشيء إلا لتبرير أفعالنا المغلوطة التي لا تتلاءم مع طبيعتنا كبشر وكخلفاء لله في أرضه ، فترى البعض منا لا يتوانى عن الإتيان بما لا تفعله تلك البهائم ، المعروف ان لكل منا وجه واحد وبلون معين واسم واحد وأسلوب ثابت في طريقة التعامل مع بقية أفراد المجتمع يضاف إليها ملامح مميزة - تدخل فيها حتى تسريحة الشعر- تبنى على أساسها شخصيتنا وهويتنا وكأنها (كود تعريفي) لتلك الشخصية أمام الآخرين الذين رُسِمت في مخيلتهم تلك الملامح وذلك الأسلوب، فسرعان ما يضعون خطا احمر أو علامة استفهام أمام أي تغيير قد يحصل من قبلنا ، فان كان ذلك التغيير ايجابيا بارك لنا فيه المحبون واغتاظ الحاقدون ، وان كان سلبيا - لا سمح الله - سرعان ما نصبح هدفا لشماتة الشامتين والحاقدين ، ولهذا السبب يستوجب علينا ان نكون حريصين كل الحرص للحفاظ على كل ما يحفظ شخصيتنا من أي زلل وبما يتماشى مع الصورة الايجابية التي رسمناها ومع مرور الأيام في أذهان الآخرين ، وبالطبع لا ينطبق مثل هكذا أسلوب مثالي على الجميع ، فقد لا تكون حسابات الحقل كحسابات البيدر، وللأسف يضطرنا الأمر أحيانا إلى الدخول في طبيعة تلك الحيوانات البريئة وانتهاك قوانين حياتها لنتخذ من صفاتها الخَلقية - التي تؤمن لها الحياة بسلام في عالمها الخاص - ونجعلها محل إطراء أو ذم لشخص معين ، فالحرباء مثلا قد ابتليت بلاءا منقطع النظير بسبب إمكانيتها على اكتساب لون الموضع التي تكون فيه ، فان كان ازرقا تكون الحرباء زرقاء وان كان اصفرا تكون صفراء ليمارس ذلك المخلوق الصغير لعبة الغش مع أعداءه ، وكل هذا هين لا إشكال فيه ولا يتعارض مع قوانين الغاب ، المشكلة هي أن البعض من ذوي العقول واللسان والمشاعر الإنسانية يحاكون الحرباء في لعبة التلون ، بل ويتفوقون عليها ، فهم في السياسة محنكون وفي الاقتصاد خبراء وفي الدين فقهاء ، لا يردعهم دين ولا يكترثون بتقاليد أو أعراف ، فان لمع نجم شخص هللوا وصفقوا وان خَفُت بريقه تفننوا في ذمه ، يلهون مع اللاهين ويبكون مع الباكين ، وينعقون وراء كل ناعق ، وهنا تكمن المشكلة فالكود التعريفي لؤلئك المتلونين ليس له (باس وورد) ثابت لأنهم يجمعون المتناقضات كلها ! .
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع