ابراهيم ابويه
قد تتذكرُ أنواعا من العقاب وأنت طفل صغير داخل المدرسة. تتذكرها الآن كسبب وجيه فيما وصلت إليه من العلم والمعرفة والاستقرار... تبررها بكل ما تملك من حنين للماضي الذي كان *أفضل من الآن بكثير.* تتذكر عندما جلدك الأستاذ لعدم حفظك سورة "الحديد". وعندما حملك صديقك القوي وساعد المربي على فرز مؤخرتك لتتداعى تحت سلطة العصا التي أصبحت ملساء من شدة استعمالها وتعاقب سنوات عملها داخل الفصول الدراسية. ستتذكر كل ذلك بفخر واعتزاز لأنك الآن حصلت على شغل واشتريت سيارة وملأت بطنك بمأكولات لم تكن تحلم بها وأنت صغير...
وأنا كذلك مثلكَ أذكر كل ذلك. لكني لا أنسى "سلختين" لم يكن الغرض منها تربيتي ولا تعليمي. بل كانتا انتقاما مبالغا فيه. كانتا عقابا يترجم عقلية المؤسسة وسطوتها آنذاك أمام جهل الآباء ورغبتهم في تعليمك لتصبح مصدرا مضمونا للرزق. عليك أن تساعد من أتى بعدك من إخوان وأخوات بعدما فقد والدك قدرته على العطاء.
المهم. كانت "القتلة" الأولى عندما أعطيت لبنت المدير حبات من زريعة عباد الشمس توقفت في حلقها فكادت تختنق. حملني المدير داخل مبنى الإدارة واستدعى أمهر الحمالين وأقواهم بنية. وانهال علي بكل قواه حتى كدت أفقد وعيي ...
"القتلة " الثانية كانت من المدرس. عندما سرقت ساعة أبي وأهديتها له اتقاء شره، وخوفا من جبروته وتقربا منه. لكن والدي كان قد سبقه إلى تعذيبي بالبيت حتى تقيأت له حقيقة الساعة المفقودة وخبر وجودها عند الأستاذ. وعندها طلبت من الأستاذ استردادها بعد كذبة بيضاء ملفوفة بالخوف، نصب لي فخا في مادة التصريف بالفرنسية. وطلب مني تصريف فعل صعب حتى على طلاب الباكلوريا آنذاك. وبعد حملقتي الطويلة وإصابتي بالخرس المبين، طلب من تلميذين عريضين حملي فوق الطاولة. كان هول الألم لا يطاق. وصراخي اخترق الفصول المجاورة. فهبت أستاذة لنجدة مؤخرتي التي كادت تفرغ أثقالها مرغمة.
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع