خالد محفوظ
لا يخفى على أحد أن الركيزة الأساسية لنمو أي مجتمع وقدرته على المواصلة والديمومة وترسيخ اقدامه والانتقال نحو المستقبل بخطوات واثقة هو قطاع الشباب ، وفي بلدان مثل العراق مرت بتداعيات خطيرة ومنزلقات سلبية جداً بسبب التوظيف الخاطئ لهذه الفئة ومحاولة سوقها بأتجاه واحد نحو العسكرة والتشدد والتخندق خارج إطارات التقدم والمواكبة لما يجري في العالم القريب منا او ذلك العابر للبحار ، لهذا كنا نتطلع دوماً ومنذ عقد ونصف ونتيجة لحالة التسيب والانفلات الفكري وفقدان البوصلة التوجيهية الأجتماعية كمحصلة طبيعية لما يمر به البلد ان يتم احتواء الشباب في إطار خطة متكاملة او حملة شاملة تنتزعه مما هو فيه وتذهب به صوب دوره الحقيقي في بناء مجتمع مدني تكون الثقافة والأدب والفن والعلم والرياضة والأندماج السلمي بعيداً عن النمطية والقولبة التي يحاول بعض أدعياء الدين ولصوص السياسة وضع هذه الفئة الهامة جداً فيها .
وقد استبشرنا خيراً عند تعيين الدكتور أحمد رياض وزيراً للرياضة والشباب قبل عدة أشهر لمعرفتنا الشخصية بالرجل ولكفائته ورجاحة عقله وقدرته على الأستشراف والقراءة الجيدة لمحيطه كونه جاء اصلاً من الوسط الرياضي ومن رياضيي المستوى العالي فيه وهو أول وزير تكنوقراط حقيقي يتولى هذه الوزارة منذ فترة طويلة جداً .
لكننا كنا نعرف الواقع على الأرض ونعلم أن المعوقات والمطبات كثيرة بسبب الاوضاع العامة السائدة في العراق ، غير أن الاماني كانت تذهب بنا لأن تتخذ أليات العمل منهجاً جديداً يكون فيه للمتخصصين نصيب حتى يعاد تفعيل دور الوزارة وإعادتها لمهمتها الاصلية بعد أن حولها البعض في فترات سابقة إلى مجرد مكتب مقاولات يتولى انشاء الملاعب في بيئة معينة لأسباب معروفة ، ولعل من أبرز ما كنا نتمناه ان يتم تجديد الكادر القيادي وتغذيته بأبناء الوسط الرياضي بعيداً عن سياسيات الوزارة السابقة في الاستعانة بمنتسبي الأحزاب والميلشيات ، والحقيقة فأن عملية التحديث كانت تسير بشكل صحيح وان كان بطيئاً ولعل تعيين الأخ الدكتور فاضل كردي الشمري والدكتور عقلة الحوراني كمستشارين خاصين للسيد الوزير مؤخراً وقبلهما السيد شاكر الجبوري مديراً عاماً للقانونية والدكتور موفق عبد الوهاب مديراً للأعلام كلها خطوات تصحيحية ستقود ربما لأحداث الإصلاح المطلوب في منظومة عمل الوزارة وإعادتها لسكة المهنية في تنفيذ واجباتها الأساسية واخراجها من ثوب المقاول الذي لبسته عنوة في الماضي .
غير أن البعض ممن يبحث عن الشهرة الفارغة والابتزاز المقيت من مراهقي الاعلام المدفوعين بأجندات ليست خافية على أحد وكما أساء سابقاً لشخص السيد الوزير الدكتور أحمد رياض وأطلق مختلف التهم الباطلة والتي ثبت فيما بعد كذبها وعدم صحتها ، عاد اليوم للتطاول ودون أدلة وبأكاذيب لاتمت للواقع بصلة على شخص المستشار الدكتور فاضل كردي الشمري مدعياً انه ليس رياضي وان تعيينه جاء لكونه صديق الوزير وانه ينتمي لحزب الحل ، الحقيقة هذا الكلام مردود على صاحبه وهو يثير السخرية لأن الدكتور فاضل لاعب كرة قدم في نادي الصناعة الذي كان يلعب في الثمانينات بالدوري الممتاز ولاعب كرة يد في منتخبات التربية والجامعة والفرق العسكرية وخريج كلية تربية رياضية ويحمل شهادة الدكتوراه بعلوم الرياضة ربما قبل ان ينهي مطلق الاشاعات ضده دراسته الاعدادية ( هذا ان كان قد انهاها ) وهو استاذ جامعي متخصص وعضو هيئة إدارية في نادي الكوفة وقضى اربعة عقود من عمره في الوسط الرياضي وكفائته ومهنيته وأخلاقه هي سمته المميزة التي يعرفها الجميع عنه ، كما أن الرجل لم يكن يوماً عضواً في أي حزب لا الحل ولا غيره ولم يكن صديقاً لاشخصياً ولا غير شخصي للسيد الوزير بل إن هناك أشخاص كُثر أقرب للسيد الوزير وهم زملائه وأصدقائه من لاعبي المنتخب الوطني بكرة اليد لكنه لم يعين أحد منهم لا في مكتبه ولا في أي مكان آخر في الوزارة .
اتركوا الدكتور أحمد يعمل ويشكل فريقه حسب متطلبات النهوض بالوسط الشبابي والرياضي وتفعيل مراكز الشباب ورعاية المواهب وتطوير واقع الأندية ورسم خطط لتحريك الجمود في علاقات الوزارة بالتشكيلات الرياضية الأخرى في البلد وإزالة مسببات التصادم معها وإبعاد الرياضة عن التجاذبات السياسية وغيرها من المهام الجسام التي يتوجب على الوزارة ان تقوم بها واليد الواحدة لاتصفق لذلك فأن الدكتور أحمد بأمس الحاجة لأستشارة الأمناء والأخذ برأيهم والاستفادة من خبراتهم الكبيرة وماخاب من استشار .
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع