محمد الوزّان
حالة التمادي التي يمارسها السراق في العراق وصلت الى مراحلها الوقحة جدا , خصوصا وان الطبقة السياسية الجاثمة على قلب العراقيين وتتصرف بمقدرات يومه والاجيال هي التي تقود حركة السرقة وترعى الفساد الذي يأكل من خيرات العراق شيئا فشيئا , وحيث يسرق العراقي وبلاده ولا يستطيع هو ان يغير شيئا ,ويعجز على ان يقول كلمته , فيما يحاصره اصحاب القرار بتشريعات مذلة وسكوت مقصود عن سرقة ماله وتغيير طريقة حياته واستباحة المخدرات لمقدرات ابنائه وتضييع مستقبلهم .
كل هذا يجري في العراق , , حيث ان الجهة المسؤولة عن تشريع القوانين تسرق حرية المواطنين من خلال محاولات اقرار قانون الجرائم الالكترونية , وبكل وقاحة يصرح بعض النواب من الاحزاب الجاثمة على صدور العراقيين ان هذا القرار سيتم التصويت عليه لحماية اصحاب القرار من اي انتقاد شعبي.
وهناك الاحزاب والمتنفذون يسيطرون على المنافذ الحدودية ويعيثون فسادا منقطع النظير , حيث يبتزون اصحاب الشاحنات والتجار بدفع جزية كشرط اساس لدخوا بضاعتهم .
اما سراق النفط فحدث ولا حرج حيث يعترف عدي عواد النائب عن كتلة صادقون في البرلمان العراقي ان قرارا في وزارة النفط قضى باغلاق 72 مصفى غير رسمي , كان يأخذ النفط خلسة من الانابيب الرسمية وبشكل غير رسمي , ولاول مرة في التاريخ نرى ان السرقة يمارسها من يكلف بحماية البلاد.
والمصيبة الاكبر ان اصحاب القرار يعتبرون انفسهم ناجحين باكتشاف الجريمة فقط وليس بمعاقبة مرتكبيها , اجل هذا هو قياس النجاح في العراق .
فلم يبين بيان مجلس النواب عن معاقبة المتسبب بسرقة النفط العراقي من 72 مصفى غير رسمي , تصوروا , مصفى غير رسمي , اتحدى اي بلد يستخدم هذا اللفظ , "مصفى نفطي غير رسمي" !!
ارحمونا ايها السرق , فلم يبق من تاريخ العراق اي شيء , ولم يبق من خيرات العراق ما يمكن ان يسند الاجيال القادمة , ارحمونا ايها السرق فقط سرقتم الخيرات وبدأتم توزعون ثروات البلاد فيما بينكم , ارحمونا ايها السراق , ولا تكونوا ايرانيين اكثر من ايران , فهذا الجوار الصعب الذي استغل ضعف بلادنا التي وقعت تحت نير الاحتلال الامريكي لن تتوانى في تحطيمكم في يوم من الايام بعد ان تستنفذ دناءتكم لصالحها , انها سيرة الاولين واعتبروا من سيرتهم , لم يحترم مغتصب بلاد خونة هذه البلاد , وهم ضحاياه قبل ابناء الشعب .
كل ذلك ويطل علينا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بين فينة واخرى ليتحدث عن مجلس مكافحة الفساد وكيف انه سيقضي على الفساد وهو يعلم علم اليقين اننا نعرف ان ليس لديه ارادة لمعاقبة الفاسدين لان احزابهم هي من اتت به الى سدة القرار وتسنم منصب رئاسة الوزراء.
وبذلك تستديم قيم التثبيط في حين لا تستطيع قيم التحفيز على ان تجد لها مكانا في عقل وقلب العراقي المناضل من اجل كرامته.
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع