|
سي ان ان عربي المملكة المتحدة سي ان ان عربي المملكة المتحدة
رئيسية

أخر الاخبار

رئيسية
randomposts
ÌÇÑí ÇáÊÍãíá ...
randomposts

Comments

يوميات نائبة بين بيروت والناصرية


صباح ناهي

كان من واجب هيفاء الأمين أن تتريث كثيرا، وأن تطأ حقل الألغام العراقي بذكاء وفطنة لأنها نائبة عن الشعب وليست مجرد مثقفة يسارية.
نائبة متهمة بمسّ عقائد المجتمع
فجأة تحوّل اسم النائبة عن الحزب الشيوعي العراقي هيفاء الأمين إلى قضية رأي عام إثر تصريحاتها في بيروت عن تقدم اللبنانيين وتراجع العراقيين من وجهة نظرها. تصريح أثار حفيظة بعض الإعلاميين العراقيين وغيرهم، وشنوا عليها حملة شعواء بدأت من بيروت ولم تنته ببغداد.
هيفاء الأمين، رئيسة لجنة المرأة والعنف الأسري في البرلمان العراقي، أضحت علامة فارقة بين الكثير من زميلاتها الصامتات، فقد ملأت الدنيا وشغلت العراقيين، فهي بحكم ثقافتها وجديتها في التصدي للقوانين المجحفة بحق المرأة باتت موضع تساؤل دائم، حتى جاء يوم حضورها ندوة عن المشاركة السياسية للمرأة البرلمانية العراقية في بيروت بحضور نخبة عراقية ولبنانية، لتطرح قضايا وأزمات بلدها الذي وصفته بأنه يتراجع أمام سلسلة طويلة من الإجراءات، وأهمها تناقص عدد الوزيرات إلى واحدة من ستة، وكان ذلك حسب الأمين ناجم عن تقصير الحكومة والكتل السياسية التي لم تمنح المرأة دورا سعت إليه تسندها في ذلك الكوتة الدستورية التي تفرض مشاركة بنسبة 25 بالمئة للمرأة في المجلس النيابي.
لم تكتف القوى التي وصفتها الأمين بأنها تمثل حملة منظمة ضدها نتيجة وقوفها ضد تشريعات لا تخدم قضية المرأة والأسرة من وجهة نظرها، بل أشهرت ضدها سلاح ملفات أخرى تنتقد فيها إجراء بعض الشعائر الدينية الشيعية في المدارس الابتدائية انطلاقا من اعتبارها أن المكان غير مناسب لذلك.
وقد حضرت هيفاء الأمين، التي اضطرت لأن تبرر وتشرح موقفها منذ أسبوع، في كل وسائل ووسائط الإعلام المتاحة التي حولتها لنائبة متهمة بمسّ عقائد المجتمع وبكونها متجاوزة للموروث الاجتماعي، وهو ما أثار جدلاً عاصفا انقسم فيه المجتمع بين السلطتين المدنية والثيوقراطية.
اضطرني كل ذلك إلى أن أكتب لها رسالة مفتوحة فحواها أن معايير الحوار المفتوح الذي تعلمته في وطنها الثاني السويد لا يصلح في العراق قيميا ومجتمعيا، وأن البلد الذي تتحدث عنه مازال جريحا وفي حالة مخاض وجودي بكل أبعاده وتحدياته، وأن أي احتكاك به أو بقيمه هو بمثابة رمي للملح على جراحه.
لذلك فإن الهجمة الشرسة عليها وعلى آرائها يمكن أن تُفسر بدرجة الحساسية القيمية التي تعرضت لها بدوافع فكرية ليبرالية تعبر عن سعة حريتها ونقاء روحها لأنها لا تعاني الازدواج الذي أصيب به المجتمع‎، وبالتأكيد أذكاه خصومها والمناوئون لنهجها الفكري والاعتقادي.
وكان من الواجب أن تتريث كثيرا، وأن تطأ حقل الألغام العراقي بذكاء وفطنة لأنها نائبة عن الشعب وليست مجرد مثقفة يسارية، ورغم اعتذارها أمام الإعلام والبرلمان فإن اعتذارها لن يوقف سخط المؤسسة المناوئة لمشروعها.
  • لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .

    تابع
  • لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد

    تابع
  • لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .

    تابع
  • لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .

    تابع

الموقع لايتحمل أية مسؤولية عن المواد المنشورة في قسم الاراء ويتحمل الكاتب كامل المسؤولية عن أرائه وما يرد فيها التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكية أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .. والموقع يكفل حق الرد للجميع

جميع الحقوق محفوظة لموقع

سي ان ان عربي المملكة المتحدة

2019