احلام المعيني
كانت من أبرز وأثمن الآثار السومرية في المتحف الوطني العراقي . قيثارة من العاج يعلوها رأس ثور من الذهب المُرصع بالأحجار الكريمة . ولست أدري أسُرِقَ كغيرهُ بعد الاحتلال أم لا . وفي سبعينات القرن الماضي شاهدتُ فرقة أم علي الشعبية الرائعة وكنتُ حينها في البصرة . وهي مُكونة من مجموعة من النساء اللواتي يُغطين وجوههن بأقنعة تُشبهُ ما يرتديه المُصارعين في الولايات المُتحدة فلا يظهر منهُن سوى العينين وأرنبة الأنف والفم وهذا هو المُهم . لكن الملاحظ أن أهم آلة عزف عندهُم هي القيثارة . وعندما أمعنت النظر فيها رأيتها نسخة مُشوهة عن الأصل السومري فهي لم تكن من العاج كما لم يكن رأس الثور من الذهب . كانت كُلها من الخشب المصبوغ بألوان فاقعة زاهية . ثُم وفق الله أم علي فانتقلت إلى الكويت وتفرعت من هناك إلى بضعة فروع شملت مُعظم دول الخليج . وفي التسعينات رأيت في دبي فرقة شعبية عراقية ربما تكون هي نفسها أو إحدى تفرعاتها . ولم أفاجأ حينما رأيت القيثارة السومرية نفسها مازالت أبرز آلاتهم الموسيقية .
فكيف واصلت الفرق الشعبية العراقية الحفاظ على آلة موسيقية مُستعملة مُدة سبعة آلاف سنة بينما تخلت الفرق المحلية الرسمية عنها بل نبذتها ولم تعترف بها قط؟
احترمها الغربيون واقتبسوها وطوّروها وجعلوا منها أحجاما عدة كالكيتار والهارب ودربوا الكثيرين على العزف بها فبرع فيها خبراء موسيقيون يُشار إليهم بالبنان . لم أستطيع أن أجد أي تفسير لهذا السلوك العدواني لرمز من رموز حضارتنا القديمة الان انها تصدر من اعداء الحياة والحضارة .
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع