العراق - علي كريم اذهيب
شهدت بغداد حدثا إقتصاديا نوعياً على صعيد تجارة وخدمات المركبات في العراق ، حيث وضعت شركة ساز لخدمات المركبات – إحدى شركات مجموعة سردار ، وبرعاية حكومية حجر الأساس للمشروع الإستثماري – فرع وكالة شركة هينو للشاحنات – في بغداد ، كما حظي الحدث بدعم ومباركة حكومة اليابان الذي تجسد بحضور السفير الياباني في بغداد مراسم الحفل ، وقد تجلت أهمية الحدث بكونه يشكل مساهمة جادة وواقعية في تحرير وتنظيم تجارة الأسواق العالمية الى السوق العراقية ، وذلك في هدي لوائح المصانع العالمية التي تلزم ممثليها حول العالم بتأمين عرض منتجاتها إستناداً إلى حجم الطلب ، وتقديم الخدمات التبعية وفق أُسس معيارية ، وتأسيساً على ذلك فلم يكن هذا الحدث موتوراً ، الأمر الذي يميزه عن معظم مشاريع الإستثمار ، إذ يأتي تنفيذ المشروع كحلقة في سلسلة أعمال تتصل بأهداف الموزع في أي بلد يتواجد فيه ، فللحدث ماقبله وله ما بعده ، حيث سبق لمجموعة سردار ممثلة بإحدى أهم شركاتها – شركة ساز لخدمات المركبات – أن باشرت منذ العام 2013 مفاوضات جادة مع شركتي تويوتا وهينو اليابانيتين ، أسفرت عن وضع سوق العراق ضمن أجندة الشركتين الصناعيتين آنفتي الذكر ، والتأسيس لنشر مبيعات وخدمات منتجات هاتين العلامتين التجاريتين في العراق من خلال وكلاء معتمدين مؤهلين مالياً وإدارياً وفنياً ، إلا إن ذلك لايكفي لوحده للوصول الى مصانع تويوتا وهينو دون تعيين موزع لكل منهما لسوق العراق ، ومن هنا فقد لعبت مجموعة سردار وسوميتومو كوربوريشن دوراً محورياً في تعبيد السبل وتذليل المعوقات التي كانت تشكل حائلاً دون الإرتباط مباشرة بمصانع هاتين الشركتين ، ومن وحي ما تقدم ، فقد تأسست شركة تويوتا العراق – شراكة عراقية يابانية غير مسبوقة إشتملت على مقومات النجاح والإمتداد لإشغال مساحة عريضة من إجمالي مساحة السوق وتغطيتها بمنتجات تويوتا وهينو ، إنسجاماً مع السمعة العالمية لهما ، وقد تمخص عن هذه الشراكة تعيين شركة (تويوتا العراق) موزعاً حصرياً ورسمياً في العراق لمنتجات تويوتا وهينو ، وذلك بموجب إتفاقيتي التوزيع التي وقعتها شركة (تويوتا العراق ) ، بشكل منفصل مع شركتي تويوتا موتور كوربوريشن وهينو اليابانيتين كلاً على حدة ، ولاشك إن توقيع هاتين الإتفاقيتين يشكل سابقة لم تعهدها السوق العراقية ، فعلى الرغم من وجود منتجات تويوتا وهينو في السوق المحلية منذ ستينيات القرن الماضي، إلا إن مصانع هاتين الشركتين لم تعين موزعاً لسوق العراق ، مما أخضع السوق لمضاربات أسواق دول المنطقة تارة ، وعدم تمتع زبائن تويوتا وهينو في العراق بالضمانات المصنعية التي تكفلها لوائح الشركات الصانعة تارة أخرى ، فضلاً على وقوع السوق في إتون فوضى الإستيراد التي أغرقتها بما يفيض عن حاجتها ، لكن توقيع إتفاقيتي التوزيع مع تويوتا وهينو وضع السوق العراقية للمرة الأولى ضمن دوائر إهتمام هاتين الشركتين وشروع الموزع بالقيام بكل مايلزم لتحقيق أهدافه وفق خطط مدروسة بالتعاون مع السلطات الرسمية المختصة في العراق ، والتي تتمحور حول إتاحة مبيعات وخدمات تويوتا وهينو إستناداً إلى المعايير القياسية العالمية التي يقدمها موزعو منتجات هاتين العلامتين حول العالم من خلال وكلاء معتمدين مؤهلين مالياً وإدارياً وفنياً وفكرياً ، كما ينسجم إدائهم مع فلسفة عمل الموزع ، ولعل للمراقب في العراق أن يلحظ تمايز شركة ساز – الوكيل المعتمد لموزع تويوتا وهينو في العراق – تمايزها على سائر الوكلاء المعتمدين الآخرين ، ومؤدى ذلك يعود إلى إدراك شركة ساز الفعلي لأهداف موزع تويوتا وهينو وبذل أقصى عناية لتحقيق تلك الأهداف ، بعيداً عن إستثمار الفرص لبلوغ التربح السريع وتنمية رؤوس الأموال على حساب برامج وأهداف الموزع الإستراتيجية ، يؤكد ذلك سعي شركة ساز الدؤوب لبناء المنشآت اللازمة لتأمين المبيعات وتقديم الخدمات وتأهيل كوادر العمل الوطنية تحت إشراف خبراء تويوتا وهينو ، والإنسجام قولاً وعملاً مع برامج عمل الموزع ، وفي هذا السبيل ، وعلى الرغم من مباشرة شركة ساز عملها في بغداد من خلال فروع ( حي المنصور – حي تونس – حي الشالجية ) بالتزامن مع مباشرة العمل في البصرة وأربيل والسليمانية ودهوك ، إلا إن بغداد برمزيتها السياسية و بثقلها السكاني وبإعتبارها السوق التجارية الرئيسية ، فقد تطلب الأمر إنشاء مشروع إستثماري نموذجي وعصري خاص بمبيعات وخدمات تويوتا ولكزس وهينو ، بحيث يستوعب الحاجة الآنية والمستقبلية لسوق العاصمة مثلما يشكل داعماً مؤكداً لفروع هذه الوكالات في محافظات ومدن العراق الأخرى ، فعلى مساحة بلغت ......... دونم ستشيد المنشآت الخاصة بوكالات تويوتا ولكزس وهينو ، وفق أبجدية تراتبية بدأت بمنشآت وكالة هينو ، وستنتهي لاحقاً ببناء سائر المنشآت اللازمة لفروع تلك الوكالات المهمة ، التي تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على جزء غير يسير من مجموع الدخل الوطني ، ذلك الذي يصرف لشراء السيارات والمركبات والشاحنات والآليات التي تستورد ، إذ إن المتعارف عليه محلياً إن علاقة التاجر المستورد تنتهي ببيع مستورداته آنفة الذكر لزبائنه ، لكن الحال الآن قد تغير لصالح الزبائن العراقيين والمقيمين في العراق ، حيث تبدأ علاقة شركة ساز بزبائنها عند شرائهم منتجات تويوتا وهينو منها ، وذلك من خلال كفالة المبيعات مصنعياً وإتاحة خدمات الصيانة وخدمات مابعد البيع بإستخدام قطع غيار أصلية ، مع الإمتثال للمعايير العالمية التي يتم التحقق منها من خلال مراقبة وإشراف خبراء الشركات الصانعة ، وبناء السمعة التجارية بالإهتمام بكل مايتصل برضا وقناعة زبائنها والتعاطي مع برامج العمل بروح المسؤولية التي تفرضها ضوابط عمل الموزع والآلية السليمة التي تكفل تحقيق أهدافه ، والتي تضع مصلحة الزبون العراقي فوق مصلحة الموزع ووكلائه ، يذكر إن المنشآت التي يتشكل منها المشروع الإستثماري تتعلق بالصالات النموذجية التي صممت بشكل خاص لتنسجم مع ظروف المناخ في العراق ، إضافة الى ورش الصيانة العصرية المزودة بأحدث تقنيات الصناعة اليابانية ، التي تعمل بخبرات عراقية وأجنبية للمحافظة على مستوى معايير الشركة الصانعة ، يضاف إلى ذلك مخازن لقطع الغيار الأصلية المستوردة خصيصاً لأعمال الشركة ، كما يشتمل المشروع على مراكز تدريب وتأهيل كوادر الشركة ، فضلاً على الإنفتاح على الكليات والمعاهد الفنية ذات الصلة بنشاط الشركة وفسح المجال لزج طلابها الراغبين بتنمية قدراتهم وتعزيز النظريات العلمية التي تلقوها بدروس تطبيقية عملية ، على غرار مايجري في الدول الناهضة ، ولابد من القول إن السلطات الحكومية العراقية المعنية بالإقتصاد مدعوة لدعم شركات القطاع الخاص المؤهلة لتنفيذ المشاريع الحيوية التي تحقق تنمية الإقتصاد الوطني وتخلق أسباب التطور من خلال الإرتباط بالمصانع العالمية لاسيما كفالة الخدمات التي تقدمها في السوق المحلية .
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع