العراق - علي كريم اذهيب
شهدت بغداد حدثاً إقتصاديا نوعياً على صعيد تجارة وخدمات المركبات في العراق ، حيث وضعت شركة سردار للوكالات التجارية – إحدى شركات مجموعة سردار ، وبرعاية حكومية حجر الأساس للمشروع الإستثماري – فرع وكالة شركة جاكوار لاندروفر البريطانية – في بغداد ، كما حظي الحدث بدعم ومباركة حكومة بريطانيا الذي تجسد بحضورسفير المملكة المتحدة في بغداد مراسم الحفل ، وقد تجلت أهمية الحدث بكونه يشكل مساهمة جادة وواقعية في تحرير وتنظيم تجارة الأسواق العالمية الى السوق العراقية ، وذلك في هدي لوائح المصانع العالمية التي تلزم ممثليها حول العالم بتأمين عرض منتجاتها إستناداً إلى حجم الطلب ، وتقديم الخدمات التبعية وفق أُسس معيارية ، وتأسيساً على ذلك فلم يكن هذا الحدث موتوراً ، الأمر الذي يميزه عن معظم مشاريع الإستثمار ، إذ يأتي تنفيذ المشروع كحلقة في سلسلة أعمال تتصل بأهداف المستوردين و الوكلاء و الموزعين في البلدان التي يتواجدون فيها ، فللحدث ماقبله وله ما بعده ، حيث سبق لمجموعة سردار ممثلة بإحدى أهم شركاتها – شركة سردار للوكالات التجارية – أن باشرت منذ العام 2004 مفاوضات جادة مع شركة جاكوار لاندروفر ، أسفرت عن وضع سوق العراق ضمن أجندة هذه الشركة ، عقب قطيعة إمتدت منذ العام 1958، والتأسيس مجدداً لنشر مبيعات وخدمات هذه العلامة التجارية في العراق من خلال فتح فروع لوكالة شركة جاكوار لاندروفر في المحافظات المستقرة أمنياً و من ثم مباشرة نشر خدماتها تباعاً في معظم المحافظات العراقية ، ومن هنا، فقد لعبت مجموعة سردار دوراً محورياً في تعبيد السبل وتذليل المعوقات التي كانت تشكل حائلاً دون الإرتباط مباشرة بمصانع هذه الشركة ، ومن وحي ما تقدم ، فقد تأسست شركة سردار للوكالات التجارية لتتولى تحقيق أهداف مجموعة سردار بالإنفتاح على مصانع جاكوار لاندروفر وبناء علاقات إستراتيجية معها تشتمل على مقومات النجاح والإمتداد لإشغال مساحة عريضة من إجمالي مساحة السوق وتغطيتها بمنتجات جاكوار لاندروفر، إنسجاماً مع السمعة العالمية لها ، وقد تمخص عن تلك المساعي تعيين شركة سردار للوكالات التجارية مستورداً رسمياً لمنتجات جاكوار لاندروفر لعموم سوق العراقية ، وذلك بموجب إتفاقية المستورد التي وقعتها شركة سردار للوكالات مع شركة جاكوار لاندروفر البريطانية عام 2010 ، ولاشك إن توقيع تلك الإتفاقية يشكل سابقة لم تعهدها السوق العراقية ، فعلى الرغم من الوجود الخجول لمنتجات جاكوار لاندروفر في العراق للحقبة الزمنية التي تلت عام 1958، إلا إن مصانع هذه الشركة لم تعين من يمثلها في سوق العراق أياً كان مستوى التمثيل ، مما أخضع السوق العراقية لمضاربات أسواق دول المنطقة تارة ، وعدم تمتع زبائن جاكوارلاندروفر في العراق بالضمانات المصنعية التي تكفلها لوائح الشركة الصانعة تارة أخرى ، لكن توقيع إتفاقية المستورد مع جاكوار لاندروفر قد وضع السوق العراقية للمرة الأولى ضمن دوائر إهتمام هذه الشركة وشروع المستورد بالقيام بكل مايلزم لتحقيق أهدافه وفق خطط مدروسة بالتعاون مع السلطات الرسمية المختصة في العراق ، والتي تتمحور حول إتاحة مبيعات وخدمات جاكوار لاندروفر إستناداً إلى المعايير القياسية العالمية التي يقدمها مستوردو منتجات هذه العلامة التجارية حول العالم ، والذين هم بطبيعة الحال مؤهلين مالياً وإدارياً وفنياً وفكرياً ، كما ينسجم إدائهم مع فلسفة عمل المصنع ، ولعل للمراقب في العراق أن يلحظ تمايز شركة سردار للوكالات – المستورد الرسمي في العراق لمنتجات شركة جاكوار لاندروفر البريطانية – تمايزها على سائر وكلاء الماركات الأخرى للسيارات في العراق ، ومؤدى ذلك يعود إلى إدراك شركة سردار للوكالات لأهداف مصانع جاكوار لاندروفر ، وبذل أقصى عناية لتحقيق تلك الأهداف ، بعيداً عن إستثمار الفرص لبلوغ التربح السريع وتنمية رؤوس الأموال على حساب برامج وأهداف المصنع الرئيسية ، يؤكد ذلك سعي شركة سردار للوكالات الدؤوب لبناء المنشآت اللازمة لتأمين المبيعات وتقديم الخدمات وتأهيل كوادر العمل الوطنية تحت إشراف خبراء جاكوار لاندروفر ، والإنسجام قولاً وعملاً مع برامج عمل المصنع ، وفي هذا السبيل ، وعلى الرغم من مباشرة شركة سردار للوكالات التجارية عملها في بغداد من خلال فروع ( حي المنصور – حي الكرادة – عويريج ) بالتزامن مع مباشرة العمل في البصرة وأربيل والسليمانية ودهوك ، إلا إن بغداد برمزيتها السياسية و بثقلها السكاني وبإعتبارها السوق التجارية الرئيسية ، فقد تطلب الأمر إنشاء مشروع إستثماري نموذجي وعصري خاص بمبيعات وخدمات جاكوار لاندروفر ، بحيث يستوعب الحاجة الآنية والمستقبلية لسوق العاصمة مثلما يشكل داعماً مؤكداً لفروع هذه الوكالة في محافظات ومدن العراق الأخرى ، فعلى مساحة بلغت ......... دونم ستشيد المنشآت الخاصة بوكالة جاكوار لاندروفر في بغداد ، التي تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على جزء غير يسير من مجموع الدخل الوطني ، ذلك الذي يصرف لشراء السيارات والمركبات والشاحنات التي تستورد ، إذ إن المتعارف عليه محلياً إن علاقة التاجر المستورد تنتهي ببيع مستورداته آنفة الذكر لزبائنه ، لكن الحال الآن قد تغير لصالح الزبائن العراقيين والمقيمين في العراق ، حيث تبدأ علاقة شركة سردار للوكالات التجارية بزبائنها عند شرائهم منتجات جاكوار لاندروفرمنها ، وذلك من خلال كفالة المبيعات مصنعياً وإتاحة خدمات الصيانة وخدمات مابعد البيع بإستخدام قطع غيار أصلية ، مع الإمتثال للمعايير العالمية التي يتم التحقق منها من خلال مراقبة وإشراف خبراء الشركات الصانعة ، وبناء السمعة التجارية بالإهتمام بكل مايتصل برضا وقناعة زبائنها والتعاطي مع برامج العمل بروح المسؤولية التي تفرضها ضوابط عمل المصنع والآلية السليمة التي تكفل تحقيق أهدافه ، والتي تضع مصلحة الزبون العراقي فوق مصلحة المستورد، يذكر إن المنشآت التي يتشكل منها المشروع الإستثماري تتعلق بالصالات النموذجية التي صممت بشكل خاص لتنسجم مع ظروف المناخ في العراق ، إضافة الى ورش الصيانة العصرية المزودة بأحدث تقنيات الصناعة البريطانية، التي تعمل بخبرات عراقية وأجنبية للمحافظة على مستوى معايير الشركة الصانعة ، يضاف إلى ذلك مخازن لقطع الغيار الأصلية المستوردة خصيصاً لأعمال الشركة ، كما يشتمل المشروع على مراكز تدريب وتأهيل كوادر الشركة ، فضلاً على الإنفتاح على الكليات والمعاهد الفنية ذات الصلة بنشاط الشركة وفسح المجال لزج طلابها الراغبين بتنمية قدراتهم وتعزيز النظريات العلمية التي تلقوها بدروس تطبيقية عملية ، على غرار مايجري في الدول الناهضة ، ولابد من القول إن السلطات الحكومية العراقية المعنية بالإقتصاد مدعوة لدعم شركات القطاع الخاص المؤهلة لتنفيذ المشاريع الحيوية التي تحقق تنمية الإقتصاد الوطني وتخلق أسباب التطور من خلال الإرتباط بالمصانع العالمية لاسيما كفالة الخدمات التي تقدمها في السوق المحلية .
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع